بحث

الأربعاء، أبريل 18، 2012

أبـي افـرح ، فاليـوم عيـد !

أبـي افـرح ، فاليـوم عيـد !

الطفل ممتلئ فرحاً وسعادة ، ضحكة تعلو محياه ، منطلق ليقبل أمه وأباه !
الأب منكسر حزين ، مقطب الجبين وبارم الشفتين ، بين يديه ورقات ، يفرغ من همومه ، ويشكي شجونه ،،

    
صرخ الطفل : أبي ، اليوم عيد !

الأب : أي عيد يا ولدي ؟! قد ودعتنا الأعياد ! ولازمتنا ليالي السهاد ! وسيطرت علينا الأحقاد !


الطفل : أبي افرح ، فاليوم عيد !

الأب : لا عيد من بعد وفاة جدك والأحباب ، وسفر الأهل والأصحاب ، وترك الديار والاغتراب !



الطفل : أبي افرح ، فاليوم عيد ! ادع لجدي والأحباب ، وسيعود الأهل والأصحاب ، وستسترد الديار ويفرح الشباب !

الأب : أي عيد يا ولدي واليهود يملئون الطرقات ؟! يعربدون في الشوارع والحارات ! يتبخترون في الساحات ! يستولون على المنازل والممتلكات ! ويعتدون على الأقصى والمحرمات !



الطفل : أبي افرح ، فاليوم عيد الفطر ، وغداً عيد الفرحة والانتصار ، عيد الزهو والافتخار ، عيد العز والازدهار !ّ

الأب : ولدي في غزة محاصرين ، في العراق وأفغانستان مقهورين مقتولين ، في باكستان مشردين ، فمن أين الفرح والسعادة ؟ وكيف نصل إليهما وزيادة ؟!



الابن : أبي سيفك الحصار ، وستشرق الشمس ويطلع النهار ، سيطرد المحتل وتحرر الديار ، وسينقذ المشرد ، وتعود الخيرات والأزهار !

أبي افرح فاليوم عيد ، لا مكان للكآبة والأحزان ، فلا يقنطنك الشيطان !



ابتسم الأب ، احتضن الطفل وقبله ، أمسك القلم وكتب على الورقات :



(

تأملتُ الأطفال، وأثر العيد على نفوسهم التي وسعت من البشاشة فوق ملئها؛ فإذا لسان حالهم يقول للكبار: أيتها البهائم، اخلعي أرسانك ولو يوماً !

أيها الناس ، انطلقوا في الدنيا انطلاق الأطفال يوجدون حقيقتهم البريئة الضاحكة ، لا كما تصنعون انطلاق الوحش يوجد حقيقته المفترسة !

أحرار حرية نشاط الكون ينبعث كالفوضى ، ولكن في أدقّ النواميس !

يثيرون السخط بالضجيج والحركة ، فيكونون مع الناس على خلاف ، لأنَّهم على وفاق مع الطبيعة ! وتحتدم بينهم المعارك، ولكن لا تتحطَّم فيها إلا اللعب !

أمَّا الكبار فيصنعون المدفع الضخم من الحديد، للجسم الليِّن من العظم !


أيتها البهائم، اخلعي أرسانك ولو يوماً !



يا أسفاً علينا نحن الكبار ! ما أبعدنا عن حقيقة الفرح !

تكاد آثامنا ـ والله ـ تجعل لنا في كل فرحة خجلة !

أيتها الرياض المنوّرة بأزهارها ،،
أيتها الطيور المغرّدة بألحانها ،،
أيتها الأشجار المصفَّقة بأغصانها ،،
أيتها النجوم المتلألئة بالنور الدائم ،،

أنتِ شتَّى؛ ولكنَّك جميعاً في هؤلاء الأطفال يوم العيد ! *

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More